الجمعة، 1 مارس 2013

أرقـد عـلي فراش الموت



قال أحد رواد التنمية البشرية أنه ذهب لمعالجة نفسية، حيث طلبت منه أن يقوم بتدريب "فراش الموت" حيث يجلس على الفراش وكأنه سيموت بعدها، وعليه أن يدعو كل معارفه لزيادته قبل مغادرة الحياة كلٍ على حدة، وعليه أن يحادثهم أثناء الزيارة بصوت عالي. يقول هذا الرجل أنه أحس وقتها بتغير صوته، وأنه لم يستطع تفادي البكاء، ليس بكاءً على فقدان الحياة؛ بل بكاءً على فقدان الحب والوفاء –وبشكل أدق- كان بكاءه على حب لم يعبر عنه من قبل. وخلال هذا التدريب الصعب عرف حجم المشاعر التي ادخرها ويلم يفصح عنها من قبل، فقال بعد الانتهاء من هذا التدريب أحسست أنني كتلة من العواطف والمشاعر المختلفة، فقلما بكيت مثل هذا من قبل.
وأيقنت تماما ما يهمني في حياتي. من هنا تفهم حقا ماذا كان يعني "جورج باتون" حين قال: قد يكون الموت أكثر إثارة من الحياة. الكثير من الناس يعتقد أن الحياة لا نهاية لها أو يتظاهر بأنه لن يموت؛ فتخيل لاعب كرة القدم عندما يعتقد أن المباراة لا نهاية لها ستجده يلعب بتكاسل ودون أي اهتمام وهذا سوف يجعله يتباطأ في إحراز الأهداف. وهنا نخزن أهدافنا في الجزيرة الخيالية التي وصفها "دينيس ويتلى" حين قال جزيرة يوم ما ... ولذلك تجدنا نقول: سأفعل هذا في يوم ما، أو في يوم ما سأفعل هذا وذاك. مواجهتنا للموت لا تعني أن ننتظر حتى تنتهي حياتنا، والحقيقة أن القدرة على أن نتخيل بوضوح ساعاتنا الأخيرة على فراش الموت تخلق إحساساً بأنك قد ولدت من جديد وهي الخطوة الأولى نحو التحفيز الذاتي الجريء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق